| 2 التعليقات ]

 3 1 = 

لَا يعرفُون سبيلًا للمَوتِ التّكعيبيّ .. الموتُ واحد وإنْ ضَاعفته آلَاف المّراتْ!


قام وقعد .. ثم قام فقعد .. أعاد القيام والقعود وكرر الإعادة مرارًا لدرجة أعتقدنا أنه يؤدي شيئا من الطقوس الخاصة أو أن الوحي عاود النزول..
سكن أخيرًا .. ثم مسح لحيته بتثاقلٍ، ونزلت قطرات العرق من جبينه .. منهكًا كمن أعيته الحركات الرياضية..
أحطنَا به فأعجبه الوضع كثيرًا وبدأ يروي لنا تفاصيلًا ونؤمنه!
وَيبدُو أنّ الجَمع الكَثير أنْسَاه أنْ نَخلعَ أحذِيتَنَا وَاحدًا وَاحِدًا...
"محكوم عليّ بالإعدام في جميع القضايا الثّلاث، ولكنهم لم يجدوا للآن طريقة لإشعارِي بألم الموتِ التّكعيبي! لأنِي رسول هذا العالم، كلمة الله .. أنا المهدي! المهدي المنتظر !..وما أفعله سوى تطبيق للقانون في دولة تسمّى الجزائر ستكون إنطلاقة النهضة المهدية! وإعلاء لكلمة الحق التِي ينتظرهَا الجميع!"
يعود إلى لحيته بينما نعود إلى التفرج إلى عيون بعضنا بشيئ من دهشة تشبه الرغبة في العطس!!
يُمسِكُ بِرأسِه الذي غَزا الشّيب جزْءًا قَليلًا منه، وَيضغَط عليه بِقُوّة .."أُف .. إنّها ordinarite عاودَتِ القُدوم!".. يتفوه بكلماتٍ لا نفهمُها، يَصرُخ بأعلى صَوته.. حتّى نعتقِد أنه مؤشرٌ يُنذِر بالاقترابِ الوشيكِ لنَا مِنْ شفيرِ هاويةٍ سحيقة!
يَهدأ ثمّ يَصمتُ كَنوعٍ منَ autisme! وكأنّ الكّهربَاء فصِلت عن سمّاعاتٍ صَاخبة لأحد الإستيديوهاتِ الضّاجة في مدينة وهران!
يدسّ يديه فِي حَاجيّاته .. يَرفَعُ ببصَره! فَكأنّه إستحالَ شَابًا مُلتاعًا ضَيّع حُبّه .."الله ابتلاني بـ"خيرة" الخائنة ليعلم صدقِي وأنا بصبري أشبه بنبيي الله نوح ولوط! إلا أنّ حظِي أسوأ منهما فقد عشت مع هذه الحمقاء قصة حب أفلاطونيّة مسحتها بثلاث رصاصاتٍ أنهت وجودهَا ووضعت خاتمة للخيانة!.. ثُم إنّي نزعتُ قَلبهَا ونفضتُه على الطّاولة لكيْلا يبقَى فيه أحدْ!
ثُم توقف فجأة مَرّة أخَرى وأخذ يتأمل فينا فردًا فردًا .. شعرتُ بحالةِ خوفٍ شديدة، قد أكون ضحيته الرّابعة إنْ بدت منّي خطيئة! ارتجفت مكاني وقلّبت بصري عليّ فربمَا بي شيئٌ مقترفٌ لاحظه "السيد المهدي " وآن عقابِي.. وَاعترَاني ظمأُ شديد للبكاء ..!
"سَليم الملعون، كان يملك هاتفًا كالذي بيديك أختِي المسلمة، يُكيّل لي بِه آلافَ الشّتائِمْ وَلمْ يَفْهم أنّ عليه احتِرام العلمَاء عامّة .. وأنا "المهدِي" خاصَة.." 
كان يُوجه الكلام لشخصٍ يسمّى أنا، فلم املك إلا أنْ طأطأت رأسي.. فَيبدُو أنّ نظَراتِنَا مُلوّثة تجاهه وَقد نُحاسب عليهَا! وفَكّرتُ فِي تغْيير هَاتِفِي لِئلّا أكونَ سلِيمة!!
سخيفُ.. تافِه .. النساء لا يحق لهن الخروج، وهن أول فتن هذه الأمة! المصبَاح الأخير فِي الرّصيف مُعطّل .. مممم بِرأيكم لماذا غزة أرض نقية وَقَويّة؟
أجابه أحدهم : يبدو أن بها رجالٌ فقط!
لا! ليس صحيحًا إنما لا توجد شبكة نت، ليست إلا مصدرًا للهموم! وأوّل الهموم أن الشعب لا يشبع فالحكومة تستفيد من البترول وَالسّمكة في البيتْ تَغرقْ، itégral أحبه كثيًرا فِي دراستِي لكن الكيمياء الأستاذ حقّار، الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر أنطلقت من التحرر من الكنيسة..هل تجد هاتفك ضروريًا يا سي أمين؟ ماذا تفعل به!؟
يحاول أمين بإرتباك الشرح، ويبدو أني سأضحك كثيرًا على زملائي وهم يبدون خائفين! ويثعلتمون في كلامهم .. أمام حضرة المهدي المنتظر! يقاطعه توقف، هناك غزو فضائي سنة 2070 لا تخافوا فقد أخبروني في رسالة في الفايسبوك أنهم سيقضون على أمريكا ويساعدونني على انقاذ البشرية والرقي بها إلى مستوى الحياة الإسلامية..!
"أنا علاه راني هنا؟.. حقّارين أنا ما درت والو .. أنا المهدي ..! رُوحولها ..أنا يقِظْ .. أنا لستُ مجنونًا كيما يُوسف" يَعتقدُ صَديقنا أنّهم كانوا يرغِمونه على دفع ثمن جرائِم لم يرتَكِبها لِذا كان لِزامًا أنْ يقتَرف أقصَي ما يَستَطِيع من جرائم حَتى إن غَرّموه إياهاَ لَا يَندَم .. لَكِنْ يَبدُو أنّه أصْيح لَا يَعقِلُ ولَا يَدِري!
لَم تَكنْ تَهُمّنِي قِصّة الضّحية الثّالثة التِي مَاتتْ حَرقًا! فَقلبي يعَانِي منْ عاهةِ عسْر الهَضم وَلا دَاعِي لِمَزيدٍ مِن الوَجبَات!
وأناَ لَا أحب "سيدي الشّحمِي .. مستشفَى الأمراض العقلية" وَإلزامِي بعشْرِ صَباحاتٍ فِيه سَيحِرمنِي عَقلِي لِمُدّة طَويلة!


وجودُ الإنسانْ يَفْرِض عليهِ القِيام بِعمليّة البَحثِ عن الحقيقَة.. التِي تُعدّ سِمةً انْسَانيَة يُؤدِي بِها العَقْلُ وَضَائِفَه العليَا.. الحَقيقَة إعتقَادٌ نُؤمنُ به وَالشخْصِيّة مَظهَرُنا أمَام العَالمِ الخَارِجِي.. وَهَؤلَاء فَقَدوا الحَقِيقة ماَ اسْتَلزَم مَوتًا للشّخصِيّة.. هَؤلَاء كَانوا يَومًا مِثْلَنا! وَقدْ نَكُون فِي أيّ يَومٍ مَكانَهم فَكُل فَردٍ منّا يَحمِل بِداخِله بِذرِة الجُنونْ!
كَثِيرٌ مِنّا وَهبهُ الله عقلًا وَلكِنّه لا يَعقِل .. أمّا أولئِك الذِين يَنتَظِروننَا كُل صَباح كأننا مَلائِك نَهبِطُ إليهم قَد لَا يَملِكونَ عقُولًا لَكنّهم وَربي يَعقلون! الحَياة وَإنْ تكُ مُرّة وَتأتيكَ بِمَا لَا تتَوقّع، تَذَكّر دَومًا أنّ فَوق هَذه السّماءِ رَبًا يُحِبّك وَمَا ابتَلَاكَ بِشَيء إلّا أنّه يُحِبّك.. إننّا قَادِرُون عَلى عِلَاج ذَواتِنا إنْ أمسَكنا بِحَبل الله.. وَتركنَا أمورنَا إلَيه!
وَقل دَومًا : "الحيَاةُ وَردة!" حتّى وإنْ كَانتْ كِذبَة.. وَكلّ حيَاتِكم وأنتُم تَعقِلون!




* / للشّرح :


ordinarite : لَا أحد مِن الفَالحِين سَيجِدها فِي القاموس أوحتّى جوجل، فهي كما يَشرح صَاحبُنا أشعةٌ ضَوئية مِنْ كمبيوتره الذِي يعمل به كثيًرا، تختَرقُ عَينيه وتصْحبُ معهَا نَوعًا مِن الفَيروسات التِي لَها مِغناطِيسيّة معيَنة تجاه كائنات الكَواكِب الأخرى!
autisme c'est la prédominance de la vie interieure, se presente comme un repliment sur soi!

2 التعليقات

انس التلمساني يقول... @ 4 ديسمبر 2010 في 3:13 م

وَقل دَومًا : "الحيَاةُ وَردة!" حتّى وإنْ كَانتْ كِذبَة.. وَكلّ حيَاتِكم وأنتُم تَعقِلون!....كَفَتْ وَ وَ فَتْ...زادكم الله علما وفهما وقبولا.

سارة محمد يقول... @ 21 ديسمبر 2010 في 1:43 ص

أمينْ يَا رب..
دعواتكم أخي وشطرًا للمُرور الطّيب :)

إرسال تعليق