| 4 التعليقات ]



لن ألعَن الأرقْ..

إنّه الليل حين يجنّد سكونه ليعرّي عن مآذن الله في صدورنا فلا يعلو بأرض الرّوح أنينٌ شاهق الحزن، وتبكي العين بسخاء على قلبٍ قلقٍ كمزهريّة تتكأ على حافّة طاولة يدور من حولها طفلٌ طائشٌ "اهبطي.. تهشّمي الآن! فقد فاتكِ مواسمُ الرّفوفِ الآمنة..!"

إنّه الليل يأتي ليعرّي رؤوسنا من تلك الأمنيات الخائفة كحقائب جديدة ترتجفُ من الآتي، من الأمتعة المثقلة بالمخاوف، من الفواتير المؤجلة، من دفاتر المشاعر المتعفّنة بالكتمان وما حبس من دمعٍ خلف ما لم يَجُزْ من ازدحام القلب بأولئك الذين "يموت فيهم" ويغرسون جثثًا فيه ! يغادرُ صامتًا شاطبًا العناوين العتيقة لأنه الآن أضحى لا يتّسع لـ جثّة أخرى..!

ودّعت "نصّها" المنزوي على ظهر دفتر بحقيبة سوداء لرجل إهمال/أعمال.. فنام وحيدًا !
وبجرأة ضربت كفًا بكفْ.. وابتدأتْ صلاتها على أكفّ الرّجاء..

ولا شيء يحدثُ عبثًا..!

...تابع القراءة

| 4 التعليقات ]


إلى القارئ:
أنا وأنت شركَاء في جريمة اسمها “خيانة وطن”، لنفُضّ هذه الشّراكة.. أحتفظ أنا بالجثّة (النّص) وأنتْ .. إليك ذا النّزيف!
وسنتّفق مبدئيًا أنّ “رانَا غاية.. رَانا عَايشين لاباس.. شاخصنا؟!” جملةٌ فقدت بوصلتها أو بصرها أو كلاهما! فلسنا بحاجة للكثير من الذكاء لنبصر الأزمات في مختلف ميادين الحياة الوطنيّة، يكفينا أن نتجول في الشّوارع والطّرقات ونتعامل مع إدارات ومؤسسات وأجهزة الدولة المختلفة لنقف على حقيقة الوضع وندركه! فالحكومة بوطني تقوم باسم الله، فمن وزارة الصّحة تحت شعار “كل من عليها فان” إلى وزارة الثّقافة “علّموا أولادكم أذكار روتانا” مرورًا بالاقتصاد “أنت ومالك لأبيك“..!
لستُ بمكاني هذا أتصيّد الأخطاء وأرصد السّلبيات والمشاكل والعيوب ولستُ بهذا أيضًا أرسم الوضع وبعينيي نظارات سوداء لأغرقنا في التّشاؤم والعجز و”هذا المكتوب“.. ولكّنهم في دراستي علّموني أنّ التّشخيص نصف العلاج، وتشريح الأزمة والبحث في أسبابها ومظاهرها هو المدخل الطّبيعي والمنطقيّ للبحث عن حلٍ ممكِنْ وصياغة لمعالم الجزائر الحبيبة!
أرى أنّك مازلت هنا؟ أقصدك أيها القارئ! وهذا لا يعني إلّا أنّك بدأت تؤمنُ بوجود الخلل، وبالنّسبة لي هذا مؤشر جيّد لأنّ إيماننا بوجود الدّاء وخروجنا من الانطواء على الألم إلى الكلام هُو بداية فعليّة لحياةٍ أفضَل!

إيجاد حلٍ للمعادلة المفقودة بالجزائر مسؤوليّة من؟
يبدو أنّه لم يبق لنا من “الجزائر” إلّا خارطةٌ ونشيد نتلوه كل الصّباحات وفريقٌ وطنيّ يخسر بانتظام، وأخاف أن يأتي يومٌ نتسوّل فيه على الأرصفة “من مال الله هبونا وطنْ!”. طبعًا لكلّ إنسان حرّية كاملةٌ في قول رأيه بصراحة وفي أي موضوع ولكن قول الآراء يختلفُ كثيرًا عن التنظير وطرح الرؤى الإستشرافيّة، وأكثر ما يشدّك على صفحات الفيسبوك مقاطع الفيديو التي يتحدث فيها عن أحداث تونس ومصر على أنّها الطريق الصحيح للخروج من الأزمات السياسية والتنمويّة، على أنها “المنهج” الذي يجب على الشعوب العربيّة إتباعه حتى تعود الأمّة لمجدها من جديد.. ليس عيبًا أو خطأ أن ندلي بآرائنا لكن الخطأ -يا إخوتي- أن نجعل منها “منهج عمل” لمعالجة مشكلات الأمة.. بناء الأمّة لا يقوم على كلام مؤثّر دافع حماسي -مع أنه مهم لتحريك المشاعر-، بناء الوطن عمليّة شاقّة ومعقّدة لا تحصر في كلام هذا وذاك!
والدّول التي تقوم على المعرفة تدوم طويلًا وذلك لأن أركانها تبنى على قواعد صلبة ولا يمكن إيجاد تلك القواعد دون مفكرين وفلاسفة يرصفون الطريق الصحيح لقيامها ويدلون شعوبها على الطريقة المثلى لفعل ذلك، كما يقول الإمام الشّيخ محفوظ النحناح –رحمه الله- ” لابد لنا من استعادة الوعي الجماعي بقراءة واعية للحاضر واستشراف المستقبل، وذا يقتضي ثورة في العقليات والذهنيات والأفكار وأول مراتب الوعي وعينا بذاتنا وبالمكونات الأساسية لهويتنا وشخصيتنا الوطنية ثم الوعي بأزمتنا وأبعادها وآخره الوعي بالآخر، ما يريد منا؟ وكيف ينظر إلينا؟ ما يأخذ منا وكيف نستفيد منه؟”..
والثّورات التي تنبثق من عقول المفكرين والفلاسفة خير من ثورة تنطلق من عقول الثّوار ! لقد ساهمت أفكار فلاسفة عصر التنوير في تأسيس بنية تحتية للفكر الإنساني في أوروبا وأميركا، إلا أنه على الرغم من وجود تلك الكوكبة من المفكرين والسياسيين والقادة الإصلاحيين، إلا أن الثورات لم تأتِ أُكُلها إلا بعد عشرات السنين، حيث أن المعرفة تحتاج إلى وقت كي تُختزل، وتُفهم، ومن ثم تُوضع حيّز التنفيذ وهذا يدعونا إلى التساؤل عن مصير الثورات التي تندلع شرقًا وغربًا دون وجود منظرين ومفكرين ورؤى تخرج بتلك المجتمعات الثائرة من أنفاقها المظلمة وتمدّها بالمكونات الضامنة لنجاحها.. فلقد أتبثت السنوات الستون الماضية بأن الثورات غالباً ما تكون عاطفية إن لم تتقدمها مبادئ حضارية تنقلها من قلوب الناس إلى عقولهم ومن ثم إلى أيديهم.
لا يمكن لأحدٍ أن يلوم الشعوب المقموعة إن غضبت وثارت، ولكن في غياب الرؤى الواضحة، نخشى أن تُختزل تلك الثورات في التنفيس عن النفس والثأر للكرامة، فدَور الثورات لا يكمنُ في تغيير رموز السلطة فقط، ولكن في تغيير فكر السلطة وإصلاح هيكلها وأدواتها المتمثلة في الدستور والتشريعات والعقلية التي تُدار بها الدولة، لكي تجعل حق الإنسان وحريّته هما أساس استقرارها.
أخيرًا يقول الإمام الشّيخ محفوظ النّحناح -رحمه الله- :
الحركة الواعية تنظر الى الواقع بموضوعية وتنظر الى الذات بموضوعية وتستعمل أدواتها التغييرية بواقعية أيضا تدرك أنها أمام ألوان من النفسيات والأمزجة والمخلفات الجاهلية والتطلعات المستقبلية والتحولات التاريخية والتشكلات السياسية ، فلا تتبرم ببطيء سقيم الفكر ولا تنزعج من مستعجل غشب عينيه عن الشبهات فهو : مستعجل يريد اللحاق بموكب التاريخ المشع قبل الآون، أو مستعجل يريد قطف الثمار قبل اكتمال النضج، أو مستعجل يريد تحقيق مآرب ذاتية وآنية، أو مستعجل يريد دفع الموكب نحو الهاوية، أو مستعجل يريد انطلاقا مُجنحا بدعوى الخروج من الفتور واليأس، أو مستعجل مستغل لأمانتك التى استامنته عليها ويعمل على افساد ذات البين، أو مستعجل يريد السير فوق انقاض وجماجم من قبله.
ولا ينفي هذه ثمة مستعجلين يريدون الخير ولا يبغون به بديلا كما لا ينفي أن يكون ثمة مستعجلون خشوا أن تفوت الفرصة كما لا ينفي ان ثمة مستعجلين يتجاوزون المتعارف والمتفق عليه الى المختلف فيه والذي يرفض العودة الى ما تتبناه مرجعية الحركة للخروج من دائرة التصادم اثناء وضع لبنات الدعوة، الوعي بالحركة هو ادراك تموقعها من خريطة العمل الحركي والسياسي واحاطتها بكل ما من شأنه أن يسيجها لحمايتها مما يسبب لها.

أخيرًا أخيرة.. مفهوم الإصلاح ليس بالضرورة أن يكون في وجه الفساد، فالإصلاح مذهب حضاري وممارسة عصرية تمتهنها الحكومات بغض النظر عن مستوى الفساد في دولها، والإصلاح لا يُمارس للقضاء على الفساد فقط، ولكن لتفاديه، وللارتقاء بمستوى المؤسسة السياسية في أي دولة.
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


كرقّة ورقة خريفٍ داعبتها الرّياح على صفحة ماء هادئة تنساب في تناغم فريد وانسجام راقٍ مع ما حولها، وما إن تبدأ بالغناء حتّى تلج الدّهشةُ أفواه الجميع ويقفون مصفّقين لها.. وتستمّر الوردةُ المتفتّحة (سلمى) ذات السنوات العشر صادحةً بالنّشيد بصوتها المذهل الرّقيق دون أن تعاني من رهاب المسرح بابتسامة لطيفة لا تفارق محيّاها الغض!
في الوقت ذاته، تصبح  (جاكي إيفانكو) إحدى أفضل المواهب الغنائيّة في العالم من أوّل ظهور لها في برنامج (أمريكا لديها مواهب) وتنهال عليها مختلف العروض التّجارية والإعلاميّة من كل مكان وتجلس مع "باراك أوباما" في نفس الكرسي!
طبعًا نختلفُ ونتّفق مع المواهب التي تظهر على البرنامج إلّا أننا نتّفق -بل ضروري علينا أن نعترف- شئنا أم أبينا مع ثقافة احتضان المواهب المغيّبة عندنا والتّي يتميّز بها المجتمع الأمريكي أين تعتبر الموهبة بديهة من بديهيات الحياة، مجتمع يدرك أفراده ضرورة وجود المبدعين لتقويّة ركائزه الحضاريّة في صناعة "الإبداع".. مجتمعاتٌ تتعامل مع الإبداع كمطلب حيويّ ليست كتلك المجتمعات النّمطية التي ترى فيه مضيعة للوقت، تبدأ من نقطة وتنتهي إليها وتستلذ بوهم النّجاح في مسيرة يُخيّل لها أنها قطعتها!
مجتمعات وأد للأفكار واغتيال للمواهب، ترى في "المألوف" حماية لعقول النّاس.. لكنّ العقول لم تخلق لتُرعى كما ترعى الأغنام (وإن كان من الضّرورة الإرشاد والتّوجيه) إنما خلقت لتنطلق وتضج فيها أصوات الأفكار.. فالعقول السّليمة مساحاتٌ خصبة للأفكار!
في مجتمعاتنا العربيّة يندر أن تجد من يقول لك (أنت ناجح.. موهبةٌ رائعة) وأندر منه أن يأخذك فينميّك.. ولكن من السّهل جدًا أن لا تجد بيئة تحتضنك وإن حاولت تنميّة موهبتك وصقلها يحيط بك من يقول ( يا غبيّ، مضيّع وقتك في التّوافه.. غريب أطوار.. متخلف.. فاشل..) وغيرها ما نسمعه كلّ يومٍ من كلماتٍ سلبيّة جارحة متسببة في عاهات نفسيّة وفكريّة تجعل المبدعين لا يشعرون بالأمان المعرفي، متخلّين بذلك عن حقيقتهم ويتحوّلون إلى نسخٍ متكرّرة من الفشل والخمول!
محمّد موهبة أخرى في الّرسم ولم يتجاوز الحاديّة عشر من عمره، صمّم لي الطائرة من الدّاخل والخارج وكان قائد فريق المهندسين الذين سينشئون طائرة جزائرّية تهبط في مطار السينيا بوهران! بعد دورة ساعات قليلة عن التّخطيط كانت كفيلة بإحياء براكين الأمل فيهم.. وغيره الكثيرون!
أرى إنّ ثقافة التّحطيم والإحباط التّي تعاني منها مجتمعاتنا أساسها الجهل بأهميّة المبدعين ودور الموهوبين في صناعة الحضارة، وما (جاكي إيفانكو) إلّا مثالٌ لأفرادٍ وُهبوا الفرصة للتّعبير فربت الموهبة فيهم ونمتْ! كم من أم عندنا تجلسُ على ركبتيها لكي تكون في مستوى طفلها تنظر إلى عينيه وتصغي لحديثه باهتمام؟ كم فرصة منحت عندنا للشّباب للتّعبير عن مكنوناته دون تجاهل أو إهانات أو تحطيم للأمنيات؟ كم من برنامج جاد على شاشاتنا العربيّة في البحث عن الإبداع؟
أطفالنا وشبابنا لا يفتقرون للقدرات والمواهب، ولكنّهم يفتقدون إلى الثّقة التي سلبتها منهم البيئة المثبطة للعزائم، قيل قديمًا أنّ المواهب أشبه بالزهور، تحتاج إلى النسمة والشمس لتزدهر وتنمو، ولكنها تموت في الحجرات المظلمة، الشّمس هي المجتمعات الحيّة التي تمدّ المواهب بالثّقة وتمنحها الفرصة لكي تحقق ذاتها.. لسنا بحاجة لأنْ نردّ إلى أرذل العمر لنحصل على فرصة وليس علينا أن نموت ليحتفي بنا النّاس ويعرفوا قدرنا.. هنا والآن، في الروضة، في المدرسة، في البيت، في الجامعة، في العمل، في المؤسسات الحكوميّة وغيرها..
هي دعوة لاحتضان الشّموع التي تبدّد الظّلام!
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


في أحضانِ شهر الثّراث وكخطوةٍ لميلاد “الفن الجميل والمفيد” نظّمت شمس الجزائريّة “منظمة شباب مجتمع السّلم” بالتّعاون مع مؤسسة “يقظة فكر” بمقر جمعيّة الإرشاد والإصلاح ببومرداس البرنامج التّدريبي الإعلامي الأوّل تحت شعار “Think different” لتأهيل الشّباب المهتم بعالم الإبداع والتّواصل البصري وتوجيهه في عمليّة التّغيير, وذلك لمدة أربعة أيام, في الفترة بين 28 أبريل حتى 1 مايو الجاري.
حضر الدّورة مجموعةٌ من الشّباب المهتم بمجال الفن والإعلام، و تناول البرنامج التّدريبي العديد من المحاور إستُهل بمحاضرة للأستاذ “عبد الحليم عبد الوهاب” ترجم فيها قيّم الجمال وثأثير الإعلام الجديد والتّحديات التي تواجه الشّباب في بنائهم لعالم الغد, ثمّ تلى ذلك أمسيّة عن الفنون الأدبيّة والأعمال الصحافيّة قدّمها الأستاذ “أيمن فركاي”.

 

تلى ذلك برنامجٌ تدريبي تناول في جزئه الأول الهندسة البصريّة ومعالجة الصور تحت عنوان “الإبداع فكرة وشعور” من تأطير الأستاذة سارة محمّد، وقد عقدتْ في يومي الجمعة 29 والسبت 30 أبريل، عولج فيها الإبداع الفنّي والمدارس والتواصل البصري وأساسيّات التكوين، وفي آخر مراحلها تمّ تقسيم المهام خلال الفترة القادمة والإتفاق على أيامٍ خاصة لتقديم تغذيّة راجعة وتقييم مشاريع التّخرج.
تضمّن الجزء الثّاني ورشةً أطّرها الأستاذ “سعودي فيصل”، أتت هذه الورشة انطلاقًا من إيمان القائمين على المنظّمة بأهميّة الإعلام الجديد في نشر الأفكار والحاجة إلى مهارات التواصل واستخدام التّقنية الحديثة مع الحفاظ على الثّوابث والثقافة والهوية، إلى جانب عدد آخر من الورشات وجلسات العصف الذهني التي ناقشت قضايًا شبابيّة مختلفة.

 

وعلى هامش الفعاليّة أقيم معرضٌ تحت عنوان [ معانقة الفن والفكر ] ضّم جديد الأعمال الفنيّة التّي تحمل بين طيّاتها القيم الإنسانية في صبغة جماليّة لشباب اليقظة الموهوب من فلسطين والجزائر ومصر والأردن والإمارات..
أختتمت الفعاليّات بتكريم مؤسسة “يقظة فكر” لمنظّمة “شمس” بمنحها وسام الفريق نظرًا لجهودها وتعاونها المثمر في إنجاح كلّ من الدّورة التدريبيّة والمعرض الفنّي، كما كرّمت منظّمة شمس الجزائريّة المدربين والمشاركين.. مع الدّعاء للجميع بدوام التّميز والعطاء لذا الدين والوطن.

 

لمزيد من الصور, يرجى زيارة صفحة يقظة فكر على الفيسبوك
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]




عندما كان صغيرًا سأل أمه “أيْن نهاية العالم؟”، أجابته بعفويّة “خلف الجبل”.. ويبدو أنّه من حينها، غدى الكون يقتطع تضاريسه الوعرة على عاتقيه ليمض به إلى نهاية العالم.. خلف “جبل سيناء”..!

فيتوريو أريجوني، ومن أين تأتي المواساة أمام منْ براحتيه يكسرُ المعاناة؟!

لبس الرّياح وراح يحملُ مرفأهُ،
لا شَاطئ في الرّمل يشبه شاطئهُ!
شربَ الحياةَ وعاشَ في الوجهِ حبّ يسكُنه ..
يُبصِر المنتهَى ولَا يرى في “نهاية العالم” إلا مبدأهُ..
كادت يداه تلوم قسوته بها، لولا بسمة الطّفل وضوء الوجه برّأهُ..
تاريخُهُ.. تكوينُهُ..تفكيرُهُ.. لا شيءَ إلا الحبّ مبدؤهُ.. !
لونٌ وفرشاةٌ ونصفُ قضيّةٍ وأيدٍ جرمِ تغتال الّنور وتطْفئهُ ..

أحيانًا.. تكون الذّكرى مجرّد عقوبة تكتالُ من الأمس الخطيئاتْ وتعود بنا إلى حيثُ تمكث الخساراتْ.. فتلك الأقاصيْ باتتْ تُحدّث العالم عنْ حجّك إلى السّماء على كتِف نسمةٍ تغتالُها دهشَة يبحثُ الأطفال فيهَا عن ابتِسامتك!


“كانْ فلسطيني أكثر منّه إيطالي”

هكذا ردّدت أحداهنْ بتمام وجعٍ ينهشُ روحها ويُساقطُ على مشاعرِك غُصصًا جنيًا وأنت تتأمّل تفاصيل الحبّ تفور من عينيه وتهتزّ بها أطرافه حين يداهمه الإعياء كلّ مساء..
قدْ لا يتضمّن مفهوم الوطنْ فقط المسَاحات فوطنُ المرء أينما يجدُ الطّمأنينة، ومن لا يحبّ وطنه لا يمكنُه أن يحبّ شيئًا آخر.. لكنْ أليس عيبًا أن “نُحبّ” وغيرنَا يجسّد الحب؟ إلى متى نطأطأ الرأس مليًا خوفًا كتلميذ لم يحضّر الدّرس؟ ألا زلنا نتحاشى إبصار نور الحقيقة؟ كما نجتنب رؤية نُور الشّمس؟

الشمس موطننا حتّى وإن كانت حارقة.. كذلك إتخذ “فيتوريو” من القضيّة الإنسانيّة موطنه ولو ضحّى لأجلها بآخر أنْفَاسِه..



فبربّكم ما أوطانكم؟



كلّ شيء لا يقال هو شيءٌ يراق..


الصورة
...تابع القراءة