| 0 التعليقات ]




عندما كان صغيرًا سأل أمه “أيْن نهاية العالم؟”، أجابته بعفويّة “خلف الجبل”.. ويبدو أنّه من حينها، غدى الكون يقتطع تضاريسه الوعرة على عاتقيه ليمض به إلى نهاية العالم.. خلف “جبل سيناء”..!

فيتوريو أريجوني، ومن أين تأتي المواساة أمام منْ براحتيه يكسرُ المعاناة؟!

لبس الرّياح وراح يحملُ مرفأهُ،
لا شَاطئ في الرّمل يشبه شاطئهُ!
شربَ الحياةَ وعاشَ في الوجهِ حبّ يسكُنه ..
يُبصِر المنتهَى ولَا يرى في “نهاية العالم” إلا مبدأهُ..
كادت يداه تلوم قسوته بها، لولا بسمة الطّفل وضوء الوجه برّأهُ..
تاريخُهُ.. تكوينُهُ..تفكيرُهُ.. لا شيءَ إلا الحبّ مبدؤهُ.. !
لونٌ وفرشاةٌ ونصفُ قضيّةٍ وأيدٍ جرمِ تغتال الّنور وتطْفئهُ ..

أحيانًا.. تكون الذّكرى مجرّد عقوبة تكتالُ من الأمس الخطيئاتْ وتعود بنا إلى حيثُ تمكث الخساراتْ.. فتلك الأقاصيْ باتتْ تُحدّث العالم عنْ حجّك إلى السّماء على كتِف نسمةٍ تغتالُها دهشَة يبحثُ الأطفال فيهَا عن ابتِسامتك!


“كانْ فلسطيني أكثر منّه إيطالي”

هكذا ردّدت أحداهنْ بتمام وجعٍ ينهشُ روحها ويُساقطُ على مشاعرِك غُصصًا جنيًا وأنت تتأمّل تفاصيل الحبّ تفور من عينيه وتهتزّ بها أطرافه حين يداهمه الإعياء كلّ مساء..
قدْ لا يتضمّن مفهوم الوطنْ فقط المسَاحات فوطنُ المرء أينما يجدُ الطّمأنينة، ومن لا يحبّ وطنه لا يمكنُه أن يحبّ شيئًا آخر.. لكنْ أليس عيبًا أن “نُحبّ” وغيرنَا يجسّد الحب؟ إلى متى نطأطأ الرأس مليًا خوفًا كتلميذ لم يحضّر الدّرس؟ ألا زلنا نتحاشى إبصار نور الحقيقة؟ كما نجتنب رؤية نُور الشّمس؟

الشمس موطننا حتّى وإن كانت حارقة.. كذلك إتخذ “فيتوريو” من القضيّة الإنسانيّة موطنه ولو ضحّى لأجلها بآخر أنْفَاسِه..



فبربّكم ما أوطانكم؟



كلّ شيء لا يقال هو شيءٌ يراق..


الصورة

0 التعليقات

إرسال تعليق