| 2 التعليقات ]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

النّظَامُ هُو مَجمُوعَة المَبَادِئ وَالتّشرِيعَات وَالأعرَاف وَغَيرِ ذَلِك مِن الأمُور التّي تَقُوم بِهَا حَيَاةُ الفَردِ وَالمُجتَمع وَحَياةُ الدّولة وَبِهَا تُنظّم الأمور..
هَذَهِ رُؤيَتُه الإصْطِلَاحِية العِلمِيّة ..
وَيَدُل عَلى التألِيفِ وَالتّرتِيب وَالتّنَاسُقِ نَاقِلًا المَحسُوسَ إلَى مَعنوِي فَيُقَال نظّم المَعَانِي أيْ رَتّبهَا جَاعِلًا إيّاهَا مُتَنَاسِقَة العلَاقَاتِ مُتَنَاسِبَة الدّلَالَات وِفقَ ما يَقتَضِيه العقلُ أو ما يَرتَضِيه ..!
وَذِي فَلسَفَتُه اللّغَوِية ..
وَلِي رُؤيَةٌ شَخصِيّةٌ وَمفهُومٌ ذاتِيٌّ لَه يَتَلخّصَانِ فِيمَا يَلِي ..:
* النّظَامُ خَطٌ مُستَقِيم يَقسِمُ النّاس إلى شَقّين : غَالبِيّتُهم دُونَه .. وَأقلّيَة مُسَايِرَةٌ لَه فَوقَه تَمَامًا !..
فِي العالمِ الأوّل : يُوضَعُ النّظَامُ لِيخدِم المُواطِن وَيَحمِي المُجتَمَع مِن الأفرَاد ..
فِي العَالَم الثّالِث : يُوضَع النّظَام لِيخذِل المُواطِن وَيَحمِي "بَعضَ" الأفرَادَ مِن المُجتَمَع، كَآلَةٍ عَميَاء مَثقُوبَة بِكَثِيرٍ مِن الثّغَرَات يَمُرّ مِن خِلَالِهَا صَائِدُو الفُرَصِ وَالثّرَوَات!!..
* النّظَامُ يَرتَكِزُ لِمبدَأين أو خُطوَتَين، أولَاهُما تدْوِينٌ وَتنظِيمٌ عَلى الوَرق وَأخراهُمَا تَطبِيقٌ عَلى الوَاقِع ..
فِي العالمِ الأوّل : يُقَلّلُون مَا استَطَاعُوا مِن الأولَى وَيتَمسّكُون بِالثّانِية ..
فِي العَالَم الثّالِث : طَبعًا لَا يَعرِفُون إلاّ الأولى ..!! وَأحَيَانًا أمحُ الأولَى فَالنّظَام عِندَنَا يَكُون طَبِيعِيّا عِندَمَا لَا يَكُون مُنَظّمًا ..
* فَرقٌ شَاسِعٌ أنْ يَكُونَ للمُعَامَلَةِ الوَاحِدَةِ ألفُ نِظَامٍ وَأنْ يَخدِمَ النّظَامُ الواحِدُ ألفَ مُعَامَلَةٍ ..!!
يُمَثّلُ النّظَام فِي العالمِ الأوّل الطّرِيق السّريع لوُصُول الفَردِ إلى أهدَافِه وَمُتَطَلّبَاته .. بَينَمَا فِي العَالَم الثّالِث لَكَ أن تَجِده طَرِيقًا صَحرَاوِيّا مَلِيئًا بِالحُفَر أو غَابَة استِوائِيّة مُستَنقَعِيّة بِكَثِيرٍ مِن لَوَحاتَ تَظلِيلِيّة ..
النّظَامُ تَربِيّةٌ .. وَمُجتَمَعَاتُنَا نَشَأت وَللأسَف عَلى اللّانِظَام وَاللّاقَانُون وَمَا هُو مُتَعَارفٌ عَليه فِي أوسَاطِنَا أنّ النّظَامَ "وُضِع لِيُخرَقَ!" فَإن تَعَذّر اختِرَاقُه فَسَتجِدُهم قَد سَارعُوا بِتَعدِيلِه !!
أضِف إلَيهِ آخِرَ مُقَارَنةٍ !!..
فَالعَالمُ الأوّل : الفَوضَى فِيه نِظَام .. وَالعَالمُ الثّالِثُ النّظَامُ فِيه فَوضَى !!
فَمَا يَفْعَلُ "الشّقِيري" فِي كَوكَبِ اليَابَان ؟! الذّي أدرَك أن النّظَام أسَاسُ الحَيَاة وَأصلُ استِقرَارِهَا وَسِرّ نَجَاحِهَا ..
فَجَعَلوُه مقَدّسًا فَكَانُوا مَثَلًا لِأعْلَى دَرَجَاتِ الإنظِبَاطِ!!..
[ نُقطَةُ نِظَام ] مُصْطَلحٌ يَستَخدِمُه مُدِيرو الجَلَسَاتِ وَالمُؤتَمَرَات حِيت تَتَفَشّى الفَوشَى فِي القَاعَة ..
تُرَى كَم نُقطَة نَحتَاجُ لِتَزُول الفَوضَى وَالعَبَثِيّة مِن مُجتَمَعاتِنَا !!
إنّ [ مُوضَة ] وَ ثَقَافَةَ مُخَالفَة النّظَامِ وَالقَانُون رُبّمَا هِي نِتَاجُ نَظرَةٍ سَلبيّة وَسُقُوطٍ لِهَيبَةِ القَانُون ذَاتِه الذّي فَشِلت السُلطَةُ فِي فَرضِه وَفِي أغلَب الأحيَانِ جَعَلت مِنه أدَاةً لِقَمعِ النّاس وَتَكرِيسِ الإستِبدَاد وَالذِي كَان مَفرُوضًا أن يَكون لِخِدمَةِ النّاس وَحِمَايَة حُرّيَاتِهِم ..
وَمَسؤولِيّة إصْلَاحِ النّظَام بالدّرَجَةِ الأسَاسِ عَامّة بِطَابَعِ تَغْييرٍ ذَاتِي للقَنَاعَةِ وَالوَعيِ وَالنّظْرَة ..|حَتّى يُغَيّرُوا مَا بِأنْفُسِهِم | .. لَكِنّي أرَاهَا أكَبر وَأعظَم بِالنّسبَةِ للمُصلِحِين -الّذين مِن بَينِهم نَحن أبْنَاء جِيل التّرجِيح- وَدَورِهِم الرّيّادِي فِي نَشرِ الوَعِي وَتَصحِيح المَسَارَات الخَاطِئَةِ بِمَا يَنسجِم مَعَ المَصلَحَةِ العَامّة وَتَكرِيس ثَقَافَةِ الإنظِبَاطِ وَالإحتِرَامِ وَالإمتِثَالِ للقَوانِين بِينَ أوسَاطِ المُجتَمَع بِلغَةِ حَضَارِيّة هَادِئَةٍ وَذّاتُ صِبغَةٍ اسْلَامِيّة ..
قَال عَليّ -كَرّم الله وَجهه- فِي وَصِيّته لـلحَسَن وَ الحُسَين -رَضِي الله عَنهُمَا- : [ أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ.. وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ وَ صلاحِ ذَاتِ بَيْنِكمُ..]
فَهمُ هَذه الثّقَافَة وَالإيمَانُ بِهَا وَتَرجَمَتُهَا وَاقِعًا مَلمُوسًا .. أجزِم أنّهَا عَوَامِلُ كَفِيلَة لتَرقَى الجَزَائِرُ إلى مَصَافّ الدّوَل المُتَقدّمَة ..
أتَمَنّى أنْ نَعِيشَ فَقطْ لِنَرَى وَاقِعًا أجمَل مِن هَذا ..
وَدُمتُم نِظَامِيين ..

2 التعليقات

أيوب يقول... @ 19 مارس 2010 في 11:37 م

النظام في بلدنا يتوقف عند حدود معينة تقتصر على الفئة الضعيفة من المجتمع أما البقية فحدث ولا حرج
الظاهر أننا نحتاج لعشرات النقاط حتى نصلح الأوضاع
ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيرول ما بأنفسهم
شكرا على الطرح الرائع

gamal يقول... @ 8 ماي 2010 في 6:46 م

ان الاخلاق التى تسود مجتمع ما ما هى الا انعكاس لاخلاق المجموعه الحاكمه اكثر من كونها انعكاس للقوانين المسنونه واللوائح والنظم
اودعها الراشد فى مساره

إرسال تعليق