| 0 التعليقات ]

أظنني لا أحس بلذة !
إني لم أسجد لله بحياتي قط كما سجدت هذا العام
ما ختمت قرآنا منيرا و لا دعوت دعاءا عريضا و لا ذرفت دمعا خاشعا
أكثر مما فعلت بذا رمضان ..
فلم تنتهي عندي لذة الصيام عند الأذان ؟!
و لم تفنى سعادتي بالقرآن بمجرد غلقه ؟!
و لم تذبل غبطتي التي أعيشها و أنا قائم أصلي متذللا منكسرا خاشعا خائفا تائبا منيبا بعد أن أسلم و أخرج منها ؟!
أبي علة ؟!
فارحم أخاك الذي التمس منك الدواء
بربك فاطر السماوات دلّني فما عدت اطيق خوفا يعيشني و رهبة أسكنها ..
بربك أني أريد عتقا و لن اعتق إلا اذا اطمأنت روحي و هدات جوانحي و سكن فؤادي ..
ألا اني اقسم عليك بحبنا و أقسم عليك بكل عظيم أن دلني و أرشدني ..
فرفع بعينيه المضيئتين و تبسم لي ابتسامة لم أعي اهي ابتسامة غضبان أم ابتسامة مشفق علي حنان ..
وقال بصوت مبحوح ويحك من ذنب ارتكبته أضاع لذة صيامك و سعادة قلبك بقرآن ربك و بهجة روحك و انسها بصلة خالقك
فلا زال كلمه بتردد داخلي و خافقي مرتعش واجف قلق ..
ويحك من ذنب ارتكبته فلا تحقرن من ذنوبك صغيرا فلربما هو سبب شقائك ...
تب إلى الله و اصلح نفسك ..
تب إلى الله و اصلح نفسك ..
تب إلى الله و اصلح نفسك ..
فما زال يرددها و قلبي لسماعها منفطر و دمعي على الأجفان مهرق ..
اهتز قلبي و ارتعد و بدأت روحي تخصف و تضطرب
أي ذنب اجرمته في حق النور ؟
و ما زال صاحبي يتلو علي قوله أن تب إلى الله و اصلح نفسك ..
فلا تحرم لذة العشر ان كنت حرمت سابقاتها
ألا فكف عن فؤادي المرهق و دعني أفكر أي ذنب ذا سيحرمني غفران ربي ؟ و يقصيني عن ليلة قدر ؟؟
فما زلت بنفسي أحدثها أبكيها أناشدها التوبة حتى خشيت على حالي الهلاك
فجأة ..
كيف يغفر الله لي و أنا لا أغفر لعباده ؟!
كيف يمنحني القدوس لذة الصلة و أنا قاطع لصِلاتي بأرضه ؟!!
لكني لم أجرم ..
فقد كان هو المخطأ و كان لزاما عليه أن يعتذر ,,
كان هو الظالم فكيف اسامحه ؟
قد مضى ما يقرب السنتين .. فكيف كيف ؟
فتجيبه ذاته ..
أما أجرمت أياما بحق ربك فغفر ؟
أما أذنبت ازمنة فسامحك الله و عفى ؟!
و ما ينفعني صلحه ؟ و ما تجديني صلته ؟
و تصارعه نفسه أن إلى ربك تب
فلن يضير الله معصيتك و لن تنقص من ملكوته ذرة رمل
تب إلى ربك و لا تحرمني من ليال قدس
تب الى بارئك و احتسب و لا تقصيني من الرحمة و المغفرة و العتق
فما زلت اراود نفسي و تصارعني
حتى قمت و رفعت السماعة بيد مرتجفة و قلب مرتعش ..
" اشتقنا لصوتك يا اخي فلننس ما كان "
فأشرقت النفس و تهللت
و طاب الخاطر و ابتهج

" كونوا ربانيين "
أي كونوا بأخلاق الرب بقدرة العبد


فكيف لمرئ يدعو أن يرحم و تغفر زلاته و هو ظلوم قاطع ؟


و السلام مسك الختام


22/09/08

0 التعليقات

إرسال تعليق