| 1 التعليقات ]


تُراودني هذه الأيام أسئلَةٌ كثيرة.. لمَ لمْ تنجَح ثورة أكتوبر 88 بالجزائر كما نجحتْ ثورتي تونس ومصر برغم أنّ ما حدث بالأمس قد أعاد نفسه؟ وما مصير ليبيا؟ أستكون ثورةً تُؤتي أُكُلها أم هل ستمضي لعشريّة الجزائر الدّمويّة؟

أعودُ إلى الوطن ولازلت لا أفهم! كيف نكفر بالشيء ونؤمن به في ذات الوقت؟ كيف نريد التّغيير ولا نحاول؟ لا أدري! لكن أشعر أنّ أفكاري غير مرتبّة ولا أكتب الآن إلا لأستعرض التّاريخ أمامي فلربّما وجدت نقطة الخلل! أو وجد غيري نقاط الحل..

05 أكتوبر 1988، كانت البداية.. "الشعب يريد أن يعيش بكرامة"!
ويخرج إلى الشّارع يتحرّك بطريقة حضاريّة وسلميّة..



ولكنْ لَا أحد كان يسمع صَوته! يشعر أن لا حُضور له.. فـ

وغيّر المطلب من "العيش الكريم" لصيحة "ليسقُط الشاذلي" تمامًا كتُونس..
السيناريو نفسه.. ينزل الجيش للمدن والشّوارع

لكنّ.. "النيف" "الحقرة".. الشعب "الذي لا يخاف"..

وسال الدّم!
واستجاب الشّاذلي لإرادة الشّعب.. "الديمقراطيّة والتّعددية الحزبية"

وكان استفتاء 03 نوفمبر 1988.. لم ألغيت النتائج؟

واعتصم الشّعب من جديد في الشّارع..
كانت لنا جُمعات كمصر.. وكنّا نصلّي أيضًا جمعًا..
كيف سيق الوطن إلى الفتنة؟

كيف قتل الجزائريون بعضهم بعضًا وهم أبناء الوطن الواحد؟ من قتل من؟ ومن حمى من؟ وكيف سقط الآلاف في ظرف عشر سنين؟

كيف انقلب النّظام على ارادة الشّعب؟ أأخطأ الجيش بدافع الخوف؟ أم الإنتقام؟ أم؟

هل حققت الثورة "العيش الكريم"، "الديمقراطية" و"التعددية" فعلا؟ أم مجرّد أوثان وضعت أمامنا لنتلهى بها؟ ما مصداقيّة الديمقراطيّة عندنا؟ وما حقيقة التحزب أيضًا؟ هل عقد من الزمن كفيل أن ينسينا ذا التّاريخ؟ لم لا تُدرس الثّورة الجزائريّة للطّلاب؟ لمَ لمْ يُدرج هذا الألم في حكايا الجدّات؟ هل نحن قادرون على بناء مستقبل وطن لا ندري تاريخه؟ ثلاث أرباع الشّعب شريحة شباب.. هل نحن قادرون على فعل شيء؟ كيف السّبيل للتغيير؟


هل فعلًا الجزائريون فقدوا الرّغبة في مشاركة النّظام الجديد في دواليب الحكم؟ أليست المعارضة بما فيها الإسلاميون أقرب إلى النّظام منها إلى الشعب؟
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]


“لا يَجِبُ أنْ تَخاف الشّعوبُ مِنْ حُكُوماتِها، الحُكومَات هِي التِي يَجِبُ أنْ تَخَافَ مِنْ شُعوبها!”


ليس عنوان مقال سياسي جريء، أو نص صَحفي مُطارد مِن دول العالم الثّالث، أو كلمات تتفوه بها شفتا مُواطنٍ دائم للحكُوماتِ الدّكتاتوريّة، إنّما عنوانٌ لفلم الثّأر “V for Vendetta”، فيلمٌ سينمائيْ يحملُ تحريضًا سياسيًا على ظلم الطّغاة والفاسدين، ويعدّ أهم الأفلام السيّاسيّة التي ظهرتْ خلال السنين الأخيرة, التي وضعتِ الطّرح السيّاسي بكل فجاجته وجفافه في إطار فلم جميل محكم لا يُجنح فيه إلى الخطابة والطّنطنة المملّة، إنّما يميل إلى تصوير الموضوع بطريقة سلسةٍ ممتنعة.
تُستلهم شخصية البطل من حياة ثائر حقِيقيْ عاش منذ 400 سنة يدعى Guy Fawkes سعى مع مجموعة من الكاثوليك إلى إنهاء حياة الملك جيمس الأوّل داخل مبنى البرلمان الإنجليزي بعمليّة تفجيرية احتجاجاً منهم على القوانين البوتستانتية التي أقرّها الملك في حين أن الشّعب عارضها، إلّا أنه ألقِي القبض على Fawkes في الخامس من نوفمبر قبل تنفيذ عمليّته وقتل شنقًا!
الفيلم دراماَ سياسيّة سوداء مغلفة بمشاهد الأكشن وان لم تكن بإسرافْ، تتشكّل أحداثُها في مستقبل بريطانيا (2038) بعد حرب بيولوجيّة رهيبة نتج عنها صعود الحزب الفاشي إلى السّلطة وإنشاء نظام ديكتاتوري حُظر فيه التّجول وَقمعتْ فيه الحريات وَكممتْ وسائل الإعلام. يَظهرُ فيه الثّائر لإتمام ما بدأهُ Fawkes، والثائر هو البطل (V), وهو رجلٌ يتلثّم بقناع بلاستيكي وابتسامة ساخرة يعيش تحت الأرض وسط الكتب والموسيقى واللّوحات الفنيّة الممنوعة من بين ما تمنعه الأنظمة من فكر أو دعوة للتفكير والإحساس, يَلتَقِي صُدفَة بِـ(evey) في محاولة لإنقاذهَا من رجال الملك وهي ابنة ناشط سياسي في عداد المفقودين الديمقراطيين وصحفية تعمل بقناة BTN الوحيدة ثم تصبح مساعدته إلى أن يُوضع لها كمينٌ وتدخل السّجنْ، معرّضة للتعذيب أيامًا عديدة لإرغامها بالاعترافْ بمكان (V) لكنها تُفضّل الموت على فعل ذلك بعد أن تقرأ سيرة ذاتيّة لإحدى السّجينات السّابقات مليئة بالدروس كانت قد كتبتها في أوراق الحمام لتترُك أثرًا لمُرورها في هذه الحياة! وفي الوقت نفسه يحقق المفتش FICH في قضيّتهما ويتعمق في معرفة أصولهم وكيف وصل الحزب الفاشي إلى السّلطة.
“قبل 20 سنة عانت بريطانيا الفتنة والصّراع بعد مشاركتها في محاربة الإرهاب، حينها نفذ المحافظ الفاشي حلًا مُعتمدًا على عمليّات قمعٍ للتّخلص من أعداء الدولة: الأجانب والمسلمون والمعارضون الذي تمّ احتجازهم في معسكراتٍ خضعوا فيها لتجارب طبيّة ولقوا حتفهم في نهاية المطاف، ثمّ ظهرَ الطّاعون البيوارهابي آخذًا معه أكثر من 100000 ضحيّة سرعان ما اكتشف شركة الأدوية Norsefine التّابعة للحزب الفاشي لقاحًا مضادًا، ما أنعش مداخيل الحزب والصّعود به إلى كرسي السلطة بعد الفوز بالانتخاباتْ” ويتوصل المحقق أن الطّاعون كان مؤامرة من الحزب وقد وضعت شركة الأدوية التّجارب على البشر غير المرغوب بهم المحتجزين في معسكرات larkhil وكان من بينهم (V) الذّي استطاع النّجاة والاحتفاظَ بقُدراتٍ عقليّة وجسميّة فائقة! هذه الأخيرة ساعدته على تفجير المعسكر والهروب ثم العودة للانتقامِ من النّظام.
5 نوفمبر هو موعد العمليّة الأخيرة، أين تمّ قتل المستشار الأعلى Adam Solter ورئيس المليشيا Petter Creedy ونهاية الثّائر (V) وسط دِمائِه في محطّة فيكتوريَا! ليخرُج بعدها المُواطنون يضعون قناعه ويلبسون زيه يَجتاحُون شوارع بريطانيا فِي مظاهراتٍ سلميّة.. فَتحتَ ذَلك القِناع كَان أكثر مِن جَسد، تَحتَ ذلِك القِناع كَانتْ فكرَةٌ تنتَفِضْ!
***
بَعيدًا عنْ هذا، المَلِك هُو المَلِك فِي كل زَمانٍ ومَكان وكذلك الثّائر بَشرٌ ينْتَفِض ثمّ يتحوّل إلى فكرة، لا تَستطيعُ السّجون والمشانقُ تَعذِيبها وَالوصول إليها أو التّأثير فيها.. النّظام لَنْ يَستَطِيع مُطارَدة فِكرة والقَبضَ عليهَا وَالزّج بها فِي السّجون أوْ شنْقَها! الأفكَار لَا تنْزِف وَلا تَشعُر بِالألمْ بَل تتَحرّر مِن بَشَرِيّة الثّائر الضّعيفةِ لِتصِير “فِكرةً” يَتداولُها النّاس سِرًا وعلَانيّة، هَمْسًا وَكِتابَة وَعبر رَسائِل النّت وَمُكالمَاتِ الهَاتفْ! أمامَ سَيْطرَة الفِكرة العَادلَة علَى الشّعوب لَنْ يَغدُو الثّائِر مُشكلة السّلطة فَقدْ سَرتِ الفِكرةُ في شَرَايينِهم وَاقْتاتْ قُلوبهُم وَعقُولهُم وَأُطعِمتْ دِماهُم غَذَاءً مُقدّسًا! حَتّى غدَا الشّعبُ نَفسُه مُشكلَة السّلطَة وَلنْ يَقوَ دكتاتُور التّخلّص من الشّعب كلّه وَإنْ كَانَ يَتمنّى ذلك!
“Mr. Dascombe, what we need is a clear message to the people of the country! This message should be read in every newspaper, heard on every radio, seen on every television. This message must resound throughout the ENTIRE INTERLINK! I want this country to realize that we stand on the edge of oblivion! I want every man, woman, and child to understand how close we are to chaos! I WANT EVERYONE to remember WHY THEY NEED US! ”
إنّنا بِحاجةٍ إلى زَرع أفكَارنَا وَأحلامِنا فِي أفئِدة النّاس، بحاجةٍ إلى إحيَاءِ النّفوسْ، بِحاجَةٍ إلِى اسْتِقوَاءٍ على الضّعفِ فِينا وَحولنَا، إننَا بِحاجَةٍ إلَينَا جَمِيعًا لِرسمِ المُستَقبَل المُشرِق بِأيدِينَا مَعًا!
...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]





أثَار موقع "ويكيليكس" عاصفة تسريب لوثائق تتعلّق بالدّبلوماسيّة والعلاقاتِ الدّوليّة، ولا أخالُها كانتْ لِتثور لَو لم تتسِم تلْك المؤسّسات بحالةٍ من النّفاق السّياسي والتّناقضِ بين السّر والعلنْ! لَكّني اليوم وبعيدًا عن العلَاقَات الدّوليّة ومعادلاتِها والشّؤون الخارجيّة وتعقيداتها يُراودني سؤالٌ عن التّناقُضِ الذّي لَا يبدُو بِالبعيدِ عنّا!
بعميّلة search بسيطة جدًا، سيجدُ كُلّ منّا شخصِيّتين متنَناقِضَتين تَمَامًا، وَاحدَةٌ يعرفُها النّاس وأخرى كامِنة تحوِي عالمَ الأحلَامِ والأفكَارِ والأسْرَار.. -"عنّي" مُقتَنِعةٌ بِهذَا إلَى حدّ مَا لأنّ د. جاوِي شَرح لنَا مُطوّلًا عن النّرجسِيّة والفَنْتَازْيَا وَلَا أمْلك إلا أن أصَدّقه خُصُوصًا وأنَ قَدمَاي لَم تَقويَا على حمْلِي ثَلاث سَاعاتٍ ونصْف وَقُوفًا علَى الأعْصَاب فِي مْكتَبه يَسْألُنا وَيُجِيبُنا!-..
السّؤال الأوّل! مَاذَا لَو كَانَ بِحَيَاتِك "ويكيليكس" يُمكنُه تَسريب كَوامنك؟ كَيْفَ لَك أنْ تَعيشْ؟ بِصِيغة أخرى هَل يُرضِينا أنْ يَظهر مَا نَكتُم؟ هَل سَرائِرنا كعَلانِيّتنا؟ أينَ نحنُ مِن دُعائه صَلّى الله عَليهِ وَسَلّم "اللهم اجْعَل سِرّي خَيرًا مِنْ علَانِيَتِي"؟
لَيسَ عَيْبًا أنْ نَتَعايَشَ معَ وُجوهِنا الخَفيّة مِنْ شَخْصِيَاتِنا، وَلَسْنَا مُطَالَبِينَ بِسحْقِ التّناقُضِ دَاخِلنَا! لِأنّه وَسِيَلةٌ لتَخفِيف الضّغطِ والخَوفِ والحُصول على اسْتقْرَارٍ نفْسِي!
لَكِن كَيفَ لَنا أنْ نُدير التّناقُض؟

السّؤال الثّانِي! هَل اسْتَشْعَرت يَومَ القِيّامَة؟ هَلْ فَهِمتَ مَعنَى "يَومَ تُبْلى السّرَائِر"؟ يَوم يُكشَف كُلّ خَفِيّ مَستُور على رُؤوسِ الأشْهاد؟
ألَيس عليْنا أنْ نُعِيد حِسَابَاتِنا؟ ابْتِداءً بِمَعرِفَتِنا الحَقّةِ بِالله ثُم مَعرِفَتِنا بِأنْفُسِنا!

لِنُرَاجِع ذَواتِنا وَنَفهَمهَا ، وَنَصْدُق وَنُخلِصَ لله القَول والعَمل!
وقَد تَكُون المُصَارحَةُ مَولِج اسْتقَامَة!!..

وَكُلّ عامٍ وَأنتُم مُخْلِصُون مَسْتُورون!

...تابع القراءة

| 3 التعليقات ]




أمّي امرَأةٌ منَظّمَة وَلكنْ لَا ادْرِي هَل الوَضْعُ نَفسُه عِندَما كَانَتْ بِعُمرِي!

"فَوضَى بِمَكانِك! فَوضَى بِحالِكْ! بَل إنّ الفَوضَى وَلجتْ قَلبك!!"


كُلّما انْفَردْتُ بِي يَترَدّد صَدى هَذه الكَلماتُ فِي "الشّيء الذِي فَوقَ رَقَبتِي" بإلحاحٍ وَيفقِدُنِي تَركِيزِي وَتوَازُنِي! فَأمضِي بِسُرعَةٍ إلى دَفاتِري وأغْرَاضِي ألتَقِطُها وَأوهِمُنِي أنّي "مُرتّبَةٌ" إذْ أنّي أنَظّمُها!
كَانَ لِي صَدِيقَة قَطَعتْ أشوَاطًا تَلهَثُ خَلفَ حُلمِها! أتَذكّر جَيّدًا قَبْل خَمسِ سَنواتٍ الأمانِي التِي كَستْ بَريقَ عَيناهَا كُلّما قالتْ لِي :"تْجِي عْلِيّا طْبيبة نتاعْ صْغار .. شُوفِي!" وَهِي تنْظُر رَدّة فِعلِي فأنْحنِي صَوبهَا مَازِحة .." الحمدُ لله ..consultation gratuite "..

اليومْ صَدِيقَتِي تَعِيشُ بَينَ أقْلامِ الرّصاصِ والمُخطّطاتِ العُمرَانِيّة.. أمّا أنَا فَلم أفَكّر يَومًا أنِي سَأعِيش حُلُم غَيرِي .. طَالِبَةٌ بِكُلّية الطّب أجْلِسُ كُلّ ظَهِيرة عَلى مَقعَدٍ كَانَ مِن المُفترَضِ أنْ يَكُون مِنْ نَصِيب صَدِيقَتِي!

الآنْ -وَللأسَفْ- أعِيشُ حُلم صَدِيقَتِي لِأحقّق حُلمَ وَالدَتِي.. وَبينَ حُلمٍ سَرَقتُه وحُلمٍ سَرَقَنِي.. لَم أسألْ نَفسِي عَما إذا كُنت أملُك وَاحِدًا!

...تابع القراءة

| 2 التعليقات ]

بَين الصّبَاحِ البَاكِرْ وَالنّعاسِ كَرٌ وَفر، أجْلِسُ بِأخِر الـBus كَالعَادَة مُستَمتِعَة بممَارَسَة هِوايَة حَلّ الكَلمَاتِ المُتقَاطِعَة التِي مّزّقتُها مِنْ جَرِيدة وَالدِي صَباحًا دُون أنء يَنْتَبِه لِذَلِك، قَبْل أنْ يُقرّر "التلفُون" -عديم الوازِع والضّمير- أنْ يُفسِد علَيّ لحَظات الصّفاء بِرنّة مُشتَبَهٌ بِها، أدْرَكْتُ مِنْ خِلَالِها أنّها لَنْ تَكُون إلّا بِدَايَةً مَأسَاوِيّة لِهَذَا اليَوم.. فَبدَأتُ أبَرمِجُ نَفسِي عَلى تَوقّع الأسْوأ.... سَاد رَأسِي صَمتٌ مثِيرٌ للرَيبة قَطعتْه دَندَنة ذُبابة مُراهِقَة تَقضِي وَقتَ فَراغَها بيْنمَا كنتُ قَد شَرعتُ فِي ضَربِ حِسَابَاتٍ بَالِغَة التّعقيد للتّوصّل إلى الدّقائق البّاقيّة للوُصُول إلى وَهران، وقَد استَحالتِ الكَلِمات المُتقاطِعة إلى نُقوشٍ سُومَرِيّة.. حَاولتُ تَركَها جَانبًا والوُلوجَ فِي نَشَاطٍ فِكرِي لِأنسَى أنّ صَدِيقتِي أخْبَرتْنِي "أنِي حصلتُ على نُقطَةٍ جَيّدة فِي الامتحان السّابق إلّا أنّي سألِجُ امتِحانًا اسْتِدرَاكِيًا لِأنّي -يا سُبحان الله- غَائبة فِي الثّانِي" تُحدّثُنِي نَفسِي فِي نَفْي ذاك الكَائن الغريب "الأستاذْ" -الذِي لَم أرَ مِنه إلا حَركَة دّؤوبة أسْفَل وجهه وَأقْصِدُ بذَلك حالة فَمه وَهو يمضَغ العِلْك كَالفَتَيات- لِيَستَجِمّ بِشَاطِئ عُطارد.. لَكنْ سَرِيعًا أطْرُد تِلكَ الوَسَاوِس لِعدّة أسْبَابٍ لَعلّ مِن أبْرَزِها حرصِي على العَلاقَاتْ الطّيبة مع الكَواكِب المُجاوِرة!
فِي مِثْل هذه المَواقِف المَصِيريّة يَحدُث أنْ تنْسَى اسمك مِنْ شَدّة القَلقِ والارتباك، لِذلكْ فَالفَهيمة "أنا" عِنْدَما أخذْت "تاكسي صَباح الخير" بَدل أنْ أقول له خُذنِي إلى مستشفى "البلاطو" طَلبتُ منه الذَهاب إلى مستَشفَى "ليسطو" وَلكَ أنْ تتَفرّس مَلامِح السّائِق عِنْدَما اكتَشفُ أنّي أخطأت العٌنوان! وَيبدُو أنّ دَمعتَين كَانَتا كَفيلتَينْ أن أحرّك شَيئًا منْ إنسانيته وَيغْفِر لِي! لِأبْدَأ بَعدَها سِلسَلةً مِن الخَيبَاتْ وَأنا أتنَقّل مِنْ مَكتَبٍ لِأخَر .. لِأصِل إلى الدّكتور المُشرِف عليّ وأشرحُ لَه القِصّة الأليمَة وَأنا أبكِي كَطِفْلَةٍ فَقدتْ دُميَتها إلى الأبَدْ!..
هدّأنِي وَقال "إيييه، نعم ياك نتِي اللي عدّلتِي الدّاتَشاو نهار الإمتحَان".. وَيبدُو أنّ الزّهايمر فِعلًا بَدَأ عَملهُ بِرأسِي فمِنْ كَثرة "الخفّة والقْلق" نَسيتُ هذه الحادِثة التِي تُعتَبر دَلِيل بَراءة! وَبِخيبَة أمَلٍ مُوازِية زعَمْ أنّ هَذا لا يَنْدَرِجُ ضِمن أعَماله وَإنّما هِي وَاجِبات "الشّيطان سليمان" الذِي وددتُ إرساله إلى رِحلة كوكبيّة! وَالذِي يتَوجّب عَليّ انتِظاره مُدّة غَير مُقدّرة فَهذا "الكائن المَجهول" لَا يَعتَمدُ توقيتْ غرينتش وَأحسَنُ لَك أنْ لَا تُمارِس تَوقّعاتِك.. وَيا للأحاسِيس المُعَوّقة -بَعْد أرْبَعِ سَاعاتٍ مِن الانتظار وَاقِفَةً أيْن خَذلَتنِي أقْدَامِي تَمامًا كَما خَذَلنِي قَلبِي- التِي تَنتَابُك أوّل مَا يَظهَرُ وَجهه مِن بَوابّة الجامِعة إذْ يَبدٌو يا سُبحان الله مُستعارًا مِن مَلامِح نَصّاب محتال أوْ عَمِيلٍ مُتَمرّس!
لَا احد قَادِرٌ على الإحسَاسِ بِحالةِ الاكتئاب الحَادّة وَأنا أجْلِس أمامَه أحاوِل إفهَامَه مُلابَسَات الجَرِيمة وأنّي أنَا الضّحيَة التِي أرسَلها دُكتور كَلينيك "فلاوسن"..!
فِي النّهايَة وَيبدُو أنّي أسْهَبتُ كَثيرًا وَضَيّعتُ وَقتَكم أكْثَر فِي أشْيَاء لا فَائدَة مِنها.. الحمْدُ لله وَجد "الكَائن الغَريبْ" دَليلَ بَراءَتِي -وَرقَتي الخَاصَة بالامتحان- فِي كَومَةٍ مِن الأورَاقِ وَبقَايَا السّجائِر.. وَفُرجتْ!
مَا يُسَتفَادُ مِن القِصّة الحَزينة أعلَاه؟
كُنْ إبْنًا مُطِيعًا وَلا تُمَزّق صَفْحَة الكَلِماتْ المُتقَاطِعة مِن جَريدة وَالدِك صَباحًاً!
...تابع القراءة