| 0 التعليقات ]


 
أسباب الشخصنة :

( 1 )

 "لأنّه هو .. فالفكرة خاطئة"
ومردّ ذلك غيرةٌ أو حقد منْ صاحِب الفكرة وَرائِدها بنَاءً علَى خِلَافَاتٍ فردية أو غيرها فَيؤدي ذلك بصاحبنا إلى رفض الفكرة ومهاجمتها والإنقاص من شأنها معَ أنّه يعلمُ فِي قريرة نفسه أن الفكرة صحيحة صائبة صالحة.

( 2 )

التّعصّب :

 المتعصّب الذي يستظل تحت منظور "رأيي صوابٌ لا يحتمل الخطأ البتة وَرأيك خَطَأ لا يَحتمِلُ مُطلقًا الصّواب" وَلك أن ترى تَقبّله لأفكار تياره السّياسي وجماعته الحزبية أيًا كانت "فداحتها وضحالتها
!" بينما يرفض أفكار من خالفه وإن كانت بالغة الصّحة والأهميّة!
العجيب
! أنّ نفس الفكرة التي طرحها التيار المتعصّب ضده -والتي رفضها وقاومها وهاجمها أو حتى "بخّسها" هي وحامليها- لو أعيد طرحها من قبل حزبه وتياره لوجدته يكيل لها المدح ويحمل لها الثناء!
مع سؤاله الخالد : من قالها؟ فقبول الفكرة عنده يتبع الشّخص لا الحق وذا هو الغلو بعينه -الذي ذمه الشّرع- الذي يعطّل العقول ويميت الإبداع جاعلًا الفكرة تأخذ المنحى الحزبي والمسار السياسي إذ يتمحور الافراد حول فكرة أو مجموعة من الأفكار جاعلين منها عنوانهم ورسالتهم وهويتهم ثم يصبح الإنتماء للفكرة انتماءً إليهم والإنتماء إليهم انتماءً للفكرة
! وكل نقدٍ لهم يعد نقدًا للفكرة وكل نقد للفكرة يعتبر نقدًا لهم.

( 3 )

مشكلة "الواه الواه ..
oui oui "
فالمرء إذا ضعفت ثقته بنفسه سّلم حباله وقيادة عقله لغيره -ممن يرى فيهم "الأسوة"- وانغمس في فكره .. ملغيًا بذلك قدراته العقلية على التمييز بين الحسن والسيء .. بين الصّواب والخطأ، معطلا طاقاته الفكرية في كل قضية مُودعًا التحليل الفرش الوثيرة فلا تسمع إلا شخير "ses neurones " وتأتي مشكلة أخرى تزيد من الطين بلة وهي مشكلة القبول التّام أو "الواه .. الواه" دون اعتراض .. دون نقاش .. دون نقد! التسليم المطلق بفكر الإمام الروحي أو الزعيم السياسي -مهما كانت فكرته فهي بمثابة العبقرية التي لا تضاهى!- في محاولة منه تعويض القصور في تحليلاته والخلل في قدراته العقلية!!


ألم يغير الرّسول خطّة غزوة بدر بناءً على مقترح صحابي جليل؟
!
ثُمّ ألسنا بنفس عدد الخلايا العصبية فلم يحقّر المرء ذاته؟

( 4 )

 الإفتتان
:
ونرجع بهذا لقصّة "أخي" التي سردناها في مطلع أول جزء من "سلسلة شخصنة الفكرة"، إذ أنّ الإيمان بالشّخص والإعجاب به يجعل المرء لا يلمح فيه عيبًا ولا يَتصوّر منه الخطأ! فكلّ ما يقول صوابٌ وكل ما يفعل هو جادّة الصّحة! وَلقد رأيتُ الكثير ممن يجعل الدّاعية خبيرًا سياسيا - طلّة على الفيسيوك ( عمرو خالد رئيس مصر 2012 !! )- ومن المنشد عالمًا شرعياً ينصتون له ويصدّقونه وقد لا يسمعون لأهل التخصص.
إننا بهذا لا ننقص من شأن دعاتنا ومنشدينا ولا من قدراتهم - حاشا لله - إنّما نريد الإثباث أننَا أهل تخصص والله رسم لكل منّا خطّة حياته واختار له الموقع الأمثل المناسب له ولقدراته، فالمنشد يبقى منشدًا ننقاشه في الصوت والمقامات والألحان والمهرجانات وو...



والسّلام مسك الختام

0 التعليقات

إرسال تعليق